محمد العثمان

الخارجية البحرينية و “لبنان”

جريدة البلاد 7 أكتوبر 2009

النشاط الحثيث لوزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، الذي ضخ في الوزارة زخماً كبيراً بعلاقاته المتعددة مع الدول، وحضوره الأخاذ في شتى المحافل الدولية، وما يكتنزه من لغات عالمية متعددة. وأجزم أن لا أحد غيره يصلح لهذا المنصب، أو يفقه كل هذا العدد من لغات العالم.
يفرح المواطن البحريني بوجود هذا النشاط لدى وزارة الخارجية البحرينية، خاصة في إقامة علاقات مع الدول الصديقة.
ولكن، ومربط الفرس هذه الـ”لكن”، ان يبقى لبنان، الدولة العربية، بلا سفير بحريني فهذه كبيرة يا معالي الشيخ!
وقد سمعنا كلاماً كثيراً حول تعيين سفير بحريني في لبنان، يقوم على رعاية المصالح البحرينية، ويرعى مصالح البحرينيين في هذا القطر الشقيق. إلا انه مع كثرة الجعجعة لم نر طحيناً!

لبنان

ميثاق العمل الوطني 2001 والدستور البحريني وميثاق جامعة الدول العربية… كل هذه المواثيق تنص على تعزيز الروابط بين الدول العربية، وتعطي الدول العربية الأولوية والأسبقية في إقامة وتمتين العلاقات بين الدول العربية.
البحرين، بحكم العلاقة النموذجية التي تربطها مع لبنان، فلا هي تتدخل في الشأن اللبناني من قريب أو بعيد، ولا هي تعمل على تقوية فريق ضد آخر في الساحة اللبنانية الداخلية المتشابكة والمعقدة… ومع ذلك لا يوجد سفير بحريني في لبنان؟!
ومن الخطأ أن تبقى علاقة البحرين بلبنان دونما سفير بحريني يقوم بأداء المهام المطلوبة من السفير القيام بها. وعلى البحرين تجاوز حقبة الوجود السوري في لبنان، خاصة بعد ان تجاوز لبنان تلك الفترة، بل إن سورية قامت بتعيين سفير لها في بيروت والعكس! ثم ألم يكن من الأجدى إقامة علاقات دبلوماسية تامة ومتكاملة الأركان مع لبنان الشقيق بدلاً من السعي لإقامة علاقات مع دول لا تربطنا بها أية علاقات أخوية أو صداقات أو مصالح مشتركة؟! ودلالة على ذلك إقامة علاقة مع صربيا والجبل الاسود!
مع احترامنا لكل دول العالم – ما عدا دولة العصابات الإجرامية الكيان الصهيوني-والجهد المبذول لتعزيز الروابط معها، إلا أنه من المفترض حين إقامة العلاقات الديبلوماسية النظر إلى المصالح المشتركة والأواصر التي تجمع البلدان بعضها ببعض. فعلاقتنا بصربيا والجبل الأسود، مثلاً، لا تحمل ولو نزراً يسيراً أو مقدار حبة خردل من الأهمية بمثل أهمية لبنان للبحرين والعكس.