Share
الخميس 22 ديسمبر 2011

مهما كانت خلافات أبناء الخليج فهي تبقى هامشية في مواجهة الخطر الأكبر المتربص بنا. الوحدة الخليجية ليست ترفاً أو تنظيراً يُطرح في الندوات واللقاءات والمجالس والدواوين الأهلية؛ بل أضحت ضرورة لازمة لبقاء النوع البشري والكيان الخليجي ممثلاً في دولة التي تواجه الأخطار المتعددة.
يجب أن يكون ما قدمه العاهل السعودي في قمة الرياض دليل استرشادي لدوائر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وعليها أن تبذل جهوداً مضاعفة في سبيل الإتحاد الخليجي، أياً كان شكل الإتحاد (كونفيدرالية أو توطئة لفيدرالية من نوع جديد) فالخيارات متعددة في شكل الدول، وشعوب الخليج العربي ملّت الحديث المتكرر والتغني بالشعارات فقط، الشعوب تريد وحدة خليجية تلمس نتائجها في السياسة الدولية والأمن والدفاع والاقتصاد.
الأغاني والأمسيات الشعرية والشعارات المرفوعة والمكرورة كانت تصلح لحشد الشعوب الخليجية في بادئ تشكيل مجلس التعاون، أما اليوم، وبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود، لا اعتقد أنها تصلح بل ستجر نقمة على القادة الذين عطلوا هذا المشروع المصيري بالنسبة لأهل الخليج.
وكأني بلسان حال المواطن الخليجي حين يشاهد الأغاني في التلفزيونات الرسمية يقول: هذه الأغاني ليست لي، بل هي موجهة إليكم؛ وهو يؤشر بإصبعه على صنّاع القرار في دول التعاون.
نرجو أن لا تتكرر خيبات الأمل بعد كل قمة خليجية، ويفترق الجمع ويعود كل إلى زاويته وبلدته دون أي ترجمة واقعية تدفع إلى الوحدة الخليجية. فالشعب الخليجي يريد الوحدة الخليجية.