محمد العثمان

“ممتلكات”و“دهنا في مكبتنا”!

جريدة البلاد 8 نوفمبر 2009

حمل تقرير ديوان الرقابة المالية بشدة على شركة ممتلكات وسوء تدبيرها للأموال العامة. وانتهى التقرير إلى الإشارة ان مجموع ما ضخته ممتلكات في شركة طيران الخليج هو 302 مليون دينار. وهو مبلغ كبير، أو هو المبلغ الأكبر في تقرير الديوان لعام 2008.
هذا المبلغ المصروف على شركة تملكها الحكومة، وتنافس بها القطاع الخاص، الذي هو أيضاً ملك أفراد في المجتمع البحريني، يقوم (القطاع الخاص)، ويؤدي دوره في عجلة الاقتصاد البحريني وبتوظيف البحرينيين في مجال النقل الجوي. ولسنا هنا في دعوى ضخ المال بالتساوي على هذا وذاك، وإنما نحن مع وقف الهدر في الأموال العامة. والتبصر في عواقب ضخ هذه الأموال من دون وجود دراسة جدوى للمشروع، ودونما أية مردود على الدولة أو المواطن البحريني. كما أشار تقرير الديوان.
سبقت الإشارة في هذا العمود إلى ضرورة ترشيد الصرف من جانب شركة ممتلكات، خاصة فيما يتعلق بضخ الأموال في بعض الشركات، وشراء أسهم شركات وبنوك أجنبية خارج البحرين، لا يعود نفعها على البحرين أو البحرينيين بشيء يذكر.
ممتلكات

الدولة في البحرين تجهد في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى داخل البحرين في حين ممتلكات، تستثمر في خارج البحرين، بل خارج المنظومة الخليجية والعربية! أوليس هذا يتناقض مع شعار جذب الاستثمارات الأجنبية؟! فمن باب أولى أن يكون “دهنّا في مكبتنا”، وأن تكون الأموال العامة (في ممتلكات وغيرها) تسهم في الاستثمار الوطني وتدعم الشركات والصناعات الوطنية بدلاً من الاستثمار في الخارج!!
اعتقد ان هذا المبلغ المصروف دونما دراسة جدوى، هو ليس الرقم الوحيد الذي يجب التدقيق فيه، فقد وردت معلومات كثيرة عن الكثير من التجاوزات، إلا أن الفاقع منها والمذهل لكل ذي عقل رشيد هو تبذير هذا الرقم الكبير دونما دراسة جدوى من صرفه هو أمر مشين، فممتلكات كان الأجدى بها، وهي تمتلك كل هذه الكفاءات الاقتصادية والوطنية، أن يكون عملها مثالاً يحتذى به للمستثمرين البحرينيين والشركات الوطنية والأجنبية! إلا أن ممتلكات أعطت مثلاً سيئاً – مع كامل الأسف- لهروب الأموال البحرينية إلى خارج البحرين وليس العكس!