بحرين بوليتكنك إلى أين؟! 2 – 2*

محمد العثمان

في جامعة كان يفترض فيها ان تطبق معايير صارمة في الجانب الأكاديمي على الطلبة، كان تعيين معظم الكادر التعليمي الأجنبي فيها دون الشروط المطلوبة. فالأجانب الذين تم توظيفهم لم يكونوا بحسب الكفاءة والاشتراطات الوظيفية. والدليل ان أحد الموظفين البحرينيين الذي طلب شهادات الخبرة للأساتذة الأجانب تم تهميشه ونفيه والتضييق عليه حتى قدم استقالته!! وبإمكان وزير التربية والتعليم، بعد أن آل إليه أمر الجامعة من الناحية الإدارية أن يشكل لجنة تحقق من هذه المعلومات ويُطلع الرأي العام على اجراءات الوزارة. والتي حتماً لن ننساها فنحن شركاء في المسؤولية عن المال العام!!
ولديهم في البوليتكنك معايير للتوظيف عجيبة، فالتوظيف قائم على أساس القرابات؛ الاخ فالاخت، الخال فالعم، ابن الطائفة… اجتمعوا في هذه المؤسسة!! إذ معنى الكفاءة لديهم هي كفاءة الأخ والأخت والعم والخال وابن الطائفة!! هذا خلاف توظيف بعض الأجانب غير الملتزمين بدين وعادات وتقاليد البلد في مجالات تربوية تستوجب حسن السيرة والسلوك! حتى وصل الأمر منع توظيف من تلبس العباءة، “حشا في فرنسا قاعدين الربع!!” طبعاً، الناس أحرار فيما يلبسون عباءة أو بدون، هذا سلوك شخصي الحرية فيه للإنسان، ولكن لا يقيم أو يمنع من التوظيف على هذا الأساس. والأدهى والأمر ان النسبة والتناسب بين الطائفتين مأساة، ثم يقولون ان هناك تمييز، من يميز ضد من في البوليتكنك؟!
كان الهيكل التنظيمي المعتمد للجامعة ان يكون مدير الدائرة نيوزلندي ونائبه بحريني، في حين الذي جرى هو انه تمكن الأجانب في جميع الدوائر ما عدا دائرة واحدة فقط!!
وتم تغيير الهيكل الإداري عدة مرات في أقل من ثلاث سنوات؟! كل سنة هيكل جديد، أما السر في هذا التغييرات هو أن لا يتم إدخال أي مدير بحريني.
الملفت في قصة البوليتكنك، ان التحقيقات جارية الآن، ولكن قبل ظهور أي نتائج أو توصيات من اللجان فإن ثلاثة من المدراء الأجانب قدموا استقالاتهم بقصد “يشيلون عليه – لزوم الشردة” بلا حساب ولا عقاب! إذاً، تحقيق من أجل ماذا؟ وما هي الاستفادة من التحقيق إذا كانت النتائج ستذهب “للشريدر”؟!!
صدرت رسائل في أتون المحنة من قسم الموارد البشرية وتم إرسالها للمنتسبين للجامعة: نشجع حضوركم ولا نطالب به. يا عيني ع الرقة!! ومن المسجات الظريفة أيضاً هو مسج توفير “ماجلة” للموظفين الذين ليس باستطاعتهم التسوق اثناء الأزمة، ومن أموال الجامعة!! جامعة توزع ماجلات والله خوشيه!! والسؤال من أي باب تم صرف هذه المبالغ؟ وهل سدد الموظفين مبالغ الماجلات!! هل تم محاسبة من تلاعب بأموال الجامعة أم تم ترقيتهم؟!!
السؤال: ما هو دور مجلس أمناء الجامعة في كل ما جرى ويجري؟! شيء محزن جداً، وسيء جداً جداً أن لا يلتفت المسؤولون لهذا الأمر، وأن يغفل النواب عن دورهم الرقابي!!
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

* جريدة البلاد 30 مايو 2011